طبعا الموقع لاخي زكريا بس انت ادخل وبتعرف كل شي عنه
http://www.drzak.net/index/?page_id=2
وهذا جزاء من احد فصول {كتاب قراءة في جدلية الرواية والدراية عند اهل الحديث}
المهدي والدجال:
من بين القضايا التي نضجت تحت لهيب سياط الأسر البابلي، هي قضية المهدي المنتظر الذي سيخلص بني إسرائيل من الظلم والقهر، والظاهر أن مخيلة كتاب لجنة التوراة في بابل استعادت نبوءة موسى (عليه السلام) ببعثة نبي آخر الزمان وهو نبينا محمد (صلى الله عليه و سلم)، وقامت بإحاطته بصفات خوارقية خرافية، ثم انتقلت هذه الفكرة عبر بولس إلى النصارى، ووصلت إلى المسلمين عبر كعب الأحبار ومسلمة أهل الكتاب.
جاء في سفر الرؤيا: "وإذا بحصان أبيض يسمى راكبه الصادق الأمين الذي يقضي ويحارب بالعدل"([730])، ومع أن هذا النص يشير صراحة إلى نبوة محمد (صلى الله عليه و سلم)، وأنه هو مخلص الأمة من ضلالات اليهود وفسادهم، إلا أن العقلية الخرافية لأهل الحديث انطلت عليها خدعة أهل الكتاب بأن هذه النبوة ليست لمحمد (صلى الله عليه و سلم)، وإنما للمهدي الذي سيأتي آخر الزمان! وليس بمستغرباً أن نجد نفس نص أهل الكتاب في رواية أهل الحديث التي تبشر بالمهدي المزعوم: "يملأ الارض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً"([731]). وهل يعقل أن يكون هناك رجل أفضل من النبي محمد (صلى الله عليه و سلم) بحيث ينشر العدل والقسط في وقت قياسي في ربوع الكون الذي فشل النبي (صلى الله عليه و سلم) حسب هذه الروايات تحقيقه!.
حاول بولس الذي أغوى النصارى وأضلهم أن يمسخ كل فكرة تشير إلى نبوة محمد (صلى الله عليه و سلم)، فاختلقت مخيلته اليهودية الوثنية فكرة النبي الكذاب أو الدجال من تراث اليهود القديم حيث كانوا يقتلون الأنبياء ويتهمونهم بالكذب {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً}النساء: 155، قام بولس بالتحذير من النبي القادم ووصفه بالدجال: "ورأيت الوحش وملوك الأرض وجيوشهم قد احتشدوا ليحاربوا هذا الفارس (الأمين الصادق) وجيشه ... فقبض على الوحش وعلى النبي المسيح الدجّال"([732])، إلا أن كعب الأحبار وأمثاله استطاعوا غرس فكرة الدجال المزعوم في عقول المسلمين!، فقد قال: كلب الساعة الدجال، ومن صبر على فتنة الدجال لم يفتن"([733]).
ثم تنتقل الرواية من كعب الأحبار إلى أبي هريرة الذي يقول: "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال"([734])، ومنه إلى رواة أهل الحديث ليقوموا بعملية حضانة لهذه الروايات لتفقس بعد ذلك مفرخة عشرات الروايات المنسوبة إلى الكثير من الصحابة!.
حاولت روايات أهل الحديث وصف الدجال بصفات خرافية خوارقية كإنزال المطر وجعل الماء ناراً والنار جنة، وإحياء الموتى إلى غير ذلك([735])، وهذه الصفات الخارقة كان بعضها للأنبياء للتدليل على صدق رسالاتهم، فكيف تعطى لكذّاب؟ وما هي حجية معجزات الأنبياء إن كانت متماثلة مع صفات الكذبة والدجالين، هذه الأفكار تهدم رسالات جميع الأنبياء، إنها بكل ببساطة وسيلة شيطانية لإلغاء النبوات!.وهذا الرابط يوصلك للكتاب نفسه:http://www.drzak.net/books/jadaliyah.htm
يعني اذا كان مهتم
فزين تخبروه